صفحات من التاريخ
في العيد الذهبي لثورة 14 أكتوبر الخالدة
(2-3)
العروبة نت – خاص
سلطان محمد المقرمي/ عضو المكتب السياسي
* نقطة البداية..
كانت البداية مستوحاة من وهج مهرجان فعاليات العيد الثالث لثورة 14 اكتوبر الذي أحيته فصائل المقاومة في قصر السلطان خلف بستان الكمسري بدار سعد عام1965م وكان قد شارك في هذا المهرجان المناضل المهندس/ عبدالله بن سالم بن عجاج النهدي الجاوي وكاتب هذه السطور .. وبعد يومين فقط ابلغني من انه توصل إلى عملية تحويل جهاز راديو بحجم علبة السجائر نوع ترانزستور من جهاز مستقبل إلى جهاز إرسال كان فرحاً يتنطط كالطفل.
ولم استوعب الفكرة والمغزى الذي يريد ايصالها إلى.
وصاح لأنني لم اشاركه فرحته تلك (مالك مكشر هكذا وكأن الأمر لا يعنيك..؟!)
حاولت ان اتظاهر بالفهم لما يريد الوصول إليه حتى لا يزعل (وكان أخاً عزيزاً وصديقاً حميماً لن يجود الزمن بمثله.
لكنه كان يدرك ما يريد فعله.
وفعلا لم تكن جهوده وشروده الطائر في الآفاق منذ أن غادر قصر السلطان مبعثها اللهو أو قتلاً للفراغ, إنما كانت صادرة عن عقلية إبداعية خلاقة, وعن وعي متفتق ناضج يفيض بالعبقرية والدهاء رغم ما يحتاج من الامكانيات التي لا تزيد عن مقصورة (1×1) كورشة لهندسة الالكترونيات.
سلمني جهاز راديو آخر لقياس المسافة التي يصلها الصوت بوضوح وبدأنا عملية التتبع للمساحات التي تغطيها ذبذبات الإرسال أولاً بأول.
كانت المسافة تزداد إتساعاً كلما ازداد طول العمود الهوائي المعمول من اعمدة خشبية متزاوجة فوق بعضها (شرائر)وعندما تأكد صاحبي من أن الإرسال قد تجاوز منطقة القاهرة وجزء من منطقتي الشيخ عثمان التي تولى متابعتها وتولى أحمد شاهر ومحمد صالح مسواط متابعة منطقتي الدار, وبير أحمد .. الخ.
وبدء صاحبي يغوص في أعماق الأثير طامحاً إلى ما هو أبعد من ذلك وطرح فكرة تأسيس إذاعة ناطقة باسم التنظيم الشعبي للقوى الثورية "لجبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل" وعرضت الفكرة على المسئولين لكنها للأسف لم تلقى الحماس في بداية الأمر.
ولما كان الإصرار عظيماً في تنفيذ الفكرة ولو على حساب لقمة عيش أفراد المجموعتين حسب المقترح الذي طرحه المناضل عصام سعيد سالم (نائب رئيس تحرير صحيفة 14 أكتوبر ورئيس تحرير صحيفة (صم بم) سابقاً).
ولما لم يكن هناك حلا آخر سوى العمل بمقترح الأخ عصام, قبلت مجموعتي الشيخ والقاهرة تحمل تكاليف تأسيس إذاعة من العدم بالإمكانيات المتواضعة.
وكانت المجموعتين تتكون من الأخوة التالية :
مجموعة الشيخ عثمان
1- علي قائد أحمد
2- أحمد علي الأسود
3- عصام سعيد سالم
4- محمد أحمد سيف المقطري
5- سعيد عبدالرحمن الميني
6- المذيع/ محمود ثابت المقطري (آنذاك)
مجموعة القاهرة:
1- المهندس عبدالله سالم الجاوي
2- سلطان محمد المقرمي
3- فاروق علي الحبيشي
4- محمد صالح مسواط
5- سعيد أحمد همدان
6- أحمد شاهر
7- حسن عبدالله الرخم
8- مختار عمر الطعام
9- علي عبدالله الجمال
وقد كان لهاتين المجموعتين شرف تحمل مسئولية التأسيس بعد شراء بعض المعدات الأولية مثل المسجلات والأشرطة والمعدات التابعة للنجارة ورفع عمود الإرسال في منزل المناضلة والدة إبراهيم وعلي انجلان وهي "حماة" المهندس الجاوي.
وجاء اليوم الحاسم الذي افتتحت فيه الإذاعة ودوت صرخة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر الذي اطلقها من مدينة تعز في 1964م تلكم الصرخة التي هزت الوجود الاستعماري البريطاني في عدن(على العجوز الشمطاء ان تحمل عصاها وترحل من الجنوب اليمني المحتل.
وهكذا بدأت إذاعة التنظيم الشعبي للقوى الثورية من عدن دورها النضالي جنباً إلى جنب مع الفرق الفدائية التي اقلقت مضاجع العدو والمغتصب.
وكانت الإذاعة قد غطت بإرسالها معظم مناطق الشيخ عثمان والمنصورة.
وكلما كان العمود الهوائي يزداد طولاً كلما اتسعت رقعة الإرسال أكثر وعندما استهوت الفكرة قادة الفرق الفدائية المكونة للتنظيم الشعبي والفرق الفدائية الأخرى, وادركوا مدى فاعلية الإذاعة في نفوس الفدائيين وشحذ الهمم، والطاقات التي تفجرت شرارات تضحوية من خلال العمليات الفدائية على أرض الواقع.
اشعلت الساحة جحيماً أحرق سعيرها فيالق الجنود الانجليز.
وانطلاقاً من هذا الدور الرائد الذي لعبته الإذاعة كمنبر إعلامي هام يتطلب الدعم والتطوير والتوجيه ليرتقي بمستوى العمل الإعلامي إلى مستوى الكفاح المسلح وبعد النجاح الذي حققته الإذاعة ارسلت قيادة التنظيم الشعبي الأخوين/ على قائد أحمد وأحمد الأسود لينقلا لنا رغبة القيادة في زيادة مقر المحطة.
وكان للمناضل الفذ والفدائي الجسود الذي ارعبت هجماته الفدائية مواقع جنود الاحتلال القائد المناضل عبدالرحمن الصريمي قائد فرقة صلاح الدين قد زاد مقر الإذاعة ووعد الجميع في المساعدة ومد يد العون المالي والمعنوي.
يتبع.... اليوم الحاسم:
