أخر الاخبار

الثلاثاء، 15 أكتوبر 2013

أن تكون وطنياً.. هو أن تكون يمنياً

لا أفهم كيف يكون المرء وطنيا وهو ينسحب عن الفضاء الوطني العام إلى فئة أو جغرافية جزئية من الوطن.

قال أحدهم أن تقديم الحزب الاشتراكي اليمني لمشروع الإقليمين، هو أن الحزب قد وصل لحد اليأس من إصلاح
المركز. وهل هذا مبرر كاف للانسحاب من الهم الوطني العام لإنقاذ البعض بحجة أن البعض الأخر مريض وميئوس من شفائه؟!.

يمكنك أن تختار ما تريد، ما لا يمكنك هو ادعاء غير ما أنت عليه، يمكن هنا للحزب الاشتراكي الانسحاب إلى القضية الجنوبية، وأن يفعل ذلك أمر يمكن فهمه بالنظر لتاريخه ومسؤوليته عن المجيء بالجنوب إلى دولة الوحدة، ما ليس يمكنه هو الادعاء بأنه لا يزال ذلك الحزب الوطني العظيم كما كان دائما منذ تأسيسه في الجنوب قبل الوحدة، فقد كان يمنيا ووحدويا منذ البداية..

صحيح أن الحال السياسي في اليمن الموحد أكثر تعقيدا اليوم، وأن هناك أمراض تاريخية مستعصية تجعل من مهمة الإصلاح وبناء الدولة الوطنية الموحدة مهمة أكثر من شاقة، لكن لا شيء يبرر لسياسي يدعي أنه وطني خذلان هؤلاء المواطنين اليمنيين المتطلعين إلى منقذ وطني. والذين كانوا يرون في الاشتراكي وفي الدكتور ياسين ذلك المنقذ وذلك البطل.

الوطني الحق هو من يتساوى عنده كل الناس، لا يفضل بعضهم على بعض، أما من يقول أن هناك مجتمعات أرقى في الوطن يمكن إصلاحها، لتبرير انشغاله بها، ويقول أن هناك مجتمعات متخلفة بطبيعتها لا تصلح أبدا، لتبرير انسحابه عنها، لا أقول أنه ليس وطني، فهو ليس إنسان حتى، الإنسان الحق هو من يهتم للإنسان بعيدا عن دينه ولونه وجغرافية سكنه..

لكن من يقول للدكتور ياسين سعيد نعمان أن حجج رفض أقلمة الجنوب هي ذاتها تصلح لرفض أقلمة اليمن ككل. ومن يقول له أيضا أن تصريحه عن عدم طلب مشروع حزبه عن الإقليمين لفترة تنتهي باستفتاء، أنه كان مستفزا، وأنه لا يصلح حتى كأن يقدم كمنة على اليمنيين.. فقد كان الاشتراكي دائما كبيرا بحجم اليمن وحجم الناس كل الناس، إلا أنه اليوم أصغر من ذلك بكثير..

فأن تكون وطنيا هو أن تكون يمنيا بحجم اليمن وأهل اليمن كل اليمن..

عن «الشارع».

اخبار محلية

اخبار دولية

الرياضة

فكر وثقافة

آراء واتجاهات

مقالات

شعر وشعراء

اخبار اقتصادية

وثائقيات

جميع الحقوق محفوظة ©2013