انتهى الحوار ... فأين المخرجات ؟؟!!
الكاتب : سالم علي الشاحت
* انتهى الحوار في مداه الزمني البالغ (180) يوماً ولكن أين المخرجات؟
ليس من السهل على مؤتمر يخوض في قضايا شائكة مثلما خاض فيها مؤتمر
الحوار الوطني، أن يخرج على الفور بحصيلته من القرارات دون أن تقف أمامه الكثير من
العوائق الموضوعية أو تلك المختلقة لجهة قوى أو مكونات سياسية لها أجنداتها وحساباتها
التي ربما ترى في مخرجاته ما لا يلبي طموحاتها المستقبلية، أو للضغط من أجل تحقيق مكاسب
شخصية/ حزبية كانت أم فردية.
لذا كان من الضروري أن يتم تمحيص المخرجات من قبل لجنة التوفيق
مع اللجان المصغرة من لجان ومكونات المؤتمر لضمان التزام المتحاورين بتنفيذها بدلاً
عن وضع الافخاخ في طريقها وبالتالي العودة إلى المربع الأول وإعلان فشل المؤتمر، وهذا
ما لا نتمناه أبداً.
ومن هنا فإن الانتظار على إنضاج مخرجات بتوافق كل القوى، أفضل
بكثير من الاستعجال على إعلانها ومن ثم اصطدامها بمعارضين سيعملون على إجهاضها وإفراغ
مضامينها فقضية مثل القضية الجنوبية وشكل الدولة، قضايا مصيرية يتطلب حلها صبراً ووقتاً
وجهداً وتوافقاً، وإن كانت التسريبات من داخل المؤتمر تفيد بأن شكل الدولة القادمة
هو اتحادي فيدرالي من عدة أقاليم ويضمنه حل أولي للقضية الجنوبية وإرضاء الأطراف في
الحراك الجنوبي، فيما الأطراف تذهب بعيداً نحو دولة مستقلة بمعنى إنهاء شراكة الوحدة
التي تمت عام 1990م. ومن هنا تأتي صعوبة الإعلان الفوري عن مخرجات المؤتمر عقب انتهائه
ما لم تنقأ الأجواء من الغيوم الملبدة .. نتمنى السلامة للوطن والعمل من أجله وتصحو
الضمائر الحية وتعلو المصلحة العليا، وجنبنا اللهم الشطط والنزق السياسي.