القضية الجنوبية ... قضية وطن

القضية الجنوبية .... قضية وطن

الكاتب/ جمال عبد الرحمن الحضرمي

إن القضية الجنوبية وفقا لفهم الأستاذ / محمد حيدرة مسدوس هي بأن (الجنوبيون متفقون على الهدف ومختلفون على الزعامة والشماليون يعتقدون أن الوحدة في وجود الجنوبين في السلطة وأن من يرى السلطة هي الوطن ويرى الوطن هو السلطة يجعل من السياسة لعبة أطفال) هذا النص الذي تحدث من خلاله الأستاذ محمد حيدرة مسدوس وشخص القضية الجنوبية التي تكاد تنحصر  في التساؤلات التالية :-

-  وظائف قيادية فقدت في إطار الإدارة الحكومية.

-  نهب للممتلكات والأراضي والثروة.

-  سيطرة الإدارة العسكرية من الشمال على كل مكونات القوة والمال والسلطة .

-  وجود إحتلال عسكري للجنوب !!

ننطلق مما سبق لمعرفة أن القضية الجنوبية قد انحصرت  في النقاط السابقة التي تعطينا رؤية أخرى تتمثل بأن عامل الزمن وخاصة بعد حرب 1994م وحتى الآن غيرت مفهوم هذه القضية ..من قضية سلطة مفقودة لحزب او جماعة الى قضية وطن احتكر لأشخاص وفئة مستفيدة.

فلا توجد وظائف عليا منصفة ، وموزعة على كل أبناء اليمن بالتساوي بل  هي منحصرة .في شريحة إجتماعية واحدة نهبت السلطة والمال وسخرت الجيش لما يخدم مصالحها، وبالتالي فاليمن كله كان مصادرا لتلك الشريحة.

وإن كل ما تم نهبه من الأراضي والممتلكات العامة والخاصة في المحافظات الجنوبية قد تجرعته عدة محافظات في الشمال والشرق والغرب وسيطر على ذلك عدد محدود من المتنفذين لأخذ الثروة وتقاسمها ومنها الثروة النفطية والغازية التي تم نهبها عبر شركات محلية وعابرة للقارات لأشخاص محصورين في الحكم.

أما السيطرة العسكرية فأكدت الأيام  وجود جزء من جيش سخر لكي يحافظ على مكتسبات و نشاط الشركات المستفيدة ويعمل على تسخيرها لأشخاص محدودين في اليمن ، واخر يبحث عن قوت يومه في مواقع مختلفة من الوطن ، ومن هنا فأننا نجد أنفسنا اليوم أمام وضع جديد ليمن يطمح  الى  تحقيق عدالة اجتماعية وتوزيع عادل للسلطة والثروة والحفاظ عليها من النهب بكل أشكاله وصوره .

وينتهي بنا الحال إلى أن قيام دولة مركبة أو بسيطة ليست المشكلة في المجتمع اليمني  ولكنها مشكلة لدى أصحاب السلطة من كل الأطراف في الشمال والجنوب ، ولذا نوكد ان القضية الجنوبية هي قضية وطن منهوب وثروة مسروقة ،فان تحقق لهم الانفصال اليوم اوغد فالمستقبل لا يعطي لليمن بشائر الخير والرفاة والاستقرار الا في ظل اصلاح معادلة السلطة والثروة التي هي ملك للشعب وليس لحزب اوفئة او شريحة معينة ، والحل هو في التفاوض مع ضمائرنا الصادقة للحفاظ على الوطن وليس على السلطة من كل الأطراف في الشمال والجنوب.

ودعوتنا إلى شعبنا اليمني أن ينهض ويرفض كل الأفكار التي  لا تريد لليمن الأمن والاستقرار والوحدة بمفهومها الإنساني والوطني والتي تحافظ على حقوق الشعب ومكتسباته وأهداف ثوراته المتجددة .

 للمزيد تواصل معنا: العروبة نت

Facebook.com/aluroobahpress

Twitter.com/aluroobah

Youtube.com/aluroobah