أخر الاخبار
‏إظهار الرسائل ذات التسميات آراء واتجاهات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات آراء واتجاهات. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 28 أكتوبر 2013

العالم العربي والتحديات الإقليمية(تقييم تجرية دولة قطر)

الاستاذ: جمال عبدالرحمن الحضرمي 
بعد مرور أكثر من عام ونصف على دخول معظم أقطار العالم العربي منعرجات التغيير بطرائق متعددة اختلف في تبين ماهيتها ونعتها باعتبارها "ثورة ـ انتفاضة ـ احتجاج" وانطلاق ما ُسمي بـ"الربيع العربي" وهي تسمية خلافية أمريكية المنشأ، دخل العالم العربي مرحلة جديدة تتباين الآراء والاجتهادات في توصيفها والتنبؤ بمساراتها المستقبلية، إلا أنها تتفق على غياب الاستقرار بنسب متفاوتة، فديناميكية التغيير والتحول طالت الأنظمة السلطوية وشرعيتها في المنطقة وأتت على أجهزتها القمعية والإيديولوجية التي قايضت المواطن لعقود طويلة الديمقراطية والتعددية بالأمن والاستقرار المزعومتتسم المرحلة الانتقالية في العالم العربي بالتشوش والغموض وعدم اليقين، ويصعب الحديث عن المنطقة باعتبارها بنية متجانسة تماما، فالاختلافات بين بلد وآخر ظاهرة للعيان والاستجابات السلطوية للتحول والتغيير أخذت مسارات متنوعة، فالسهولة النسبية التي طبعت انتقال السلطة في تونس ومصر وإجراء الانتخابات أبرزت تفوقا إسلاميا، وفي ليبيا أخذت الانتفاضة طابعا عنيفا استدعت تدخلا عسكريا دوليا من خلال حلف النيتو، ومع إجراء أول انتخابات تقاسم المشهد الإسلاميون والعلمانيون، وفي اليمن تم قطع مسار الحراكات خليجيا وأمميا لإعادة إنتاج النظام تحت ذريعة تمدد تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة سوريا تحولت الاحتجاجات السلمية إلى انتفاضة مسلحة وباتت مسرحا للصراع الإقليمي والدولي ، فيما عمدت دول أخرى إلى احتواء الاحتجاجات والانتفاضات بوسائل شتى ؛ فالمغرب قدم تنازلات وتعديلات دستورية استدخلت بموجبها حزب العدالة والتنمية الإسلامي في السلطة، أما البحرين فقد تم حرف الاحتجاجات تحت ذريعة الطائفية بتدخل قوات درع الجزيرة التابعة لمجلس التعاون والخليجي ، وبدعم أمريكي ، ثم اقتراح اتحادها مع السعودية، واعتمدت باقي الدول في المنطقة على سياسات الاحتواء والقمع لتجنب سيناريوهات التغيير. لقد فرضت جملة التحولات التي عصفت بالمنطقة تحديات داخلية وإقليمية ودولية عديدة، فالمنطقة التي استعصت على التغيير لعقود طالما وصفت بالسكونية والجمود ثقافياً نظراً لثقافتها الإسلامية المعادية بطبيعتها للديمقراطية بحسب الزعم الاستشراقي التقليدي، وليس بسبب أنظمتها السلطوية القمعية المدعومة خارجيا، ولعل التعمق في الكشف عن أسباب دخول المنطقة في سياقات التحول والتمرد يقود إلى استنتاجات سياسية واقتصادية واجتماعية وفلسفية معقدة لا مجال لمقاربتها في هذا السياق، إلا أن الواقع المشخص يؤشر على دخول المنطقة في حقبة جديدة وولوج لاعبين جدد في مشهدها يشكل فيه الإسلاميون بمختلف توجهاتهم الإيديولوجية والسياسية ظاهرة لا يمكن تجنبها بل يجب التعامل معها، إلا أن إمكانية التنبؤ بديناميكية التغيرات الإقليمية ومسارتها أشبه بالتنجيم، فالمنطقة محط أنظار اللاعبين الدوليين الذين فضلوا الاستقرار على حساب الديمقراطية ، بل دعموا الأنظمة الاستبدادية السلطوية لعقود حفاظا على مصالحهم فهي ترقب التحولات الجارية وتسعى لتوجيهها خشية حدوث تغيرات دراماتيكية، وحتى الآن لا يبدو بأن هناك تحولات جذرية في البنية الإقليمية، إذ ينبغي التأكيد على أن المنطقة لم تختبر نظاما "إقليميا" حقيقيا قبل الانتفاضات والحراكات وشكلت "الجامعة العربية" مظلة لأنظمة سياسية فاسدة ومستبدة ومتناحرة لا تتوافر على أطر عملية للتعاون السياسي والاقتصادي واقتصر التعاون البيني على الجانب الأمني الذي استخدم لقمع الشعوب وليس بناء نظام أمني إقليمي يواجه التحديات الإقليمية، وشكلت صيغ أخرى كـ "مجلس التعاون الخليجي" و "الاتحاد المغاربي" احتفاليات وأطر لا واقع لها، فيما اعتمدت دول المنطقة على الخارج في تعريف مصالحها وتثبيت حكمها، فالمنطقة الأكثر اضطرابا في العالم تضم نزاعا مستعصيا أساسيا يتمثل بـ "الصراع العربي الإسرائيلي" وتنازعا إيرانيا عربيا مقلقا، وعلى الرغم من الانتفاضات الشعبية ونتائجها المختلفة لم يتبلور حتى اللحظة تصورا واضحا حول مستقبل النظام الإقليميمستقبل العلاقات العربية ـ العربية لم تتطور العلاقات العربية العربية تاريخيا منذ ولادة مفهوم "الشرق الأوسط" عقب انهيار منظومة "الخلافة" العثمانية وزوال الهوية السياسية الدينية الجامعة لمفهوم الأمة، ودخول المنطقة تحت السيطرة الاستعمارية المباشرة، وعقب المرحلة الكولينيالية وبروز الدولة "الوطنية" في الدول المستقلة باستثناء فلسطين التي خضعت لاستعمار جديد باسم "إسرائيل" وبدعم غربي رأسمالي واشتراكي دخلت المنطقة في سياقات "الحرب الباردة" ونظام الاستقطاب الدولي بين الغرب الرأسمالي والمعسكر ألاشتراكي وبهذا انقسم العالم العربي تبعا لخطوط الصراع بين المعسكرين، ومع انهيار المنظومة الاشتراكية وتفكك الاتحاد السوفييتي تبدلت ولاءات العديد من الدول وحافظ بعضها على تصوراتها التقليدية بخصوص الدولة والمجتمع، بالتزامن مع رسوخ الولايات المتحدة الأمريكية كقوة قطبية أحادية مع حلول عصر "العولمة"، ومع حدث الحادي عشر من سبتمبر الذي قلب بعض التصورات الدولية والإقليمية وفلسفة رؤية العالمفي هذا السياق استنسخت معظم الدول العربية الطرائق الأمريكية تحت شعار "الحرب على الإرهاب" لمواجهة تآكل شرعيتها التي ورثتها عن الدولة الوطنية، إذ عمدت إلى زيادة فاعلية أجهزتها القمعية والإيديولوجية مع تنامي حركات "الإسلام السياسي" الشعبوية، كما أن سياسات الاستعارة الاستنساخية أفضت إلى تبني الفلسفة النيو ليبرالية وسياساتها المتوحشة حتى لدى تلك الدول التي طالما تسترت بشعارات العدالة الاجتماعية وإيديولوجيا "المقاومة والممانعة" التي نتجت عقب انهيار الاتحاد السوفييتي وتفكك المنظومة الاشتراكية وترسخت مع حرب الخليج الثانية، حيث أفرزت خلافات إقليمية جديدة من خلال بروز معسكرات "الممانعة" و"الاعتدال"، وانقلاب المنظور الاستراتيجي التقليدي لدى الطرفين فقد تبدلت جملة من الرؤى المؤسسة في تحديد مصادر التهديد حيث دخلت سلطات دول عديدة في علاقات "سلام" مع العدو التاريخي التقليدي المتمثل بـ "إسرائيل" بعيدا عن رغبة الشعوب وبات العدو الجديد ممثلا بـ "إيران" وأصبحت "الطائفية" سلعة سياسية رائجة، فيما تمسكت دول وجماعات أخرى بمنظور "المقاومة والممانعة" بعيدا عن إرادة الشعوب، فقد اشترك كلا المعسكرين في غياب الديمقراطية والمشاركة والتعددية وترسيخ "السلطوية". لم تتغير الصورة العربية العربية كثيرا عقب أكثر من عام ونصف على بدء الانتفاضات العربية، فالدول التي أنجزت المرحلة الأولى من العملية الانتقالية كمصر وتونس دخلت مسار الانشغال الداخلي وبناء الجبهة الداخلية على أسس تشاركية على الرغم من تحقيق الاتجاه الإسلامي انتصارات لا لبس فيها، إلا أن هذه الدول التي تمكنت نسبيا من تحقيق نوع من الاستقرار الداخلي لم تتبنَ سياسات تؤشر على تحول راديكالي في علاقاتها الإقليمية وبدت عاجزة عن تقديم نموذج بديل للنظام العربي، وسلكت مقاربة تصالحية مع الأنظمة "السلطوية" التي لم تدخل مسارات التحول والتغيير وخصوصا عصبة "الملكيات" التقليدية، ولم تطور نظم ما بعد التغيير عصبة "ديمقراطية"، ولعل دخول الانتفاضات الشعبية حيز العسكرة والتسلح بطرائق مختلفة كما حدث في ليبيا، وما يحدث حتى اللحظة في سوريا يجعل من الصعوبة التكهن بطبيعة العلاقات العربية العربية، فخطوط الانقسام تشتد بوتائر عديدة، كما أن التعامل مع الانتفاضة البحرينية واليمنية بقطع الطريق وإعادة إنتاج الأنظمة السلطوية من خلال المبادرات الخليجية، يبين نهجين في التعامل مع "الانتفاضات"؛ الأول: يسعى إلى إعادة إنتاج السلطوية من أحادية إلى تعددية، والثاني: يسلم بضرورة التغيير وينادي بادخال القوى الجديدة المتمثلة بحركات "الإسلام السياسي" في النظام الإقليمي والدوليلعل نجاح أحد السيناريوهين السابقين يمكن أن يحدد مستقبل العلاقات العربية العربية، وفي حال ظهور سيناريو ثالث يؤسس لمبدأ الاستقلالية في صياغة العلاقات العربية البينية يصبح التنبؤ بمستقبل هذه العلاقات ضرباً من التنجيم، إلا أن الواقع المشخص للسياسة الخارجية لدول ما بعد "الثورات" كما نحب أن نسميها لا يبشر بتغيرات جذرية في طبيعة العلاقات العربية العربيةالجوار الإقليمي؛ إيران وتركيا عصفت الانتفاضات العربية بجملة من التصورات المتعلقة بالمنطقة، ولا تزال حالة عدم اليقين تهيمن على الرؤى المستقبلية، فالعلاقة التي ربطت إيران وتركيا بالمنطقة رهن بطبيعة التغيرات التي ستسفر عنها الفعاليات الداخلية لبلدان المنطقة ، وهي تختلف من قطر لآخر، ولعل حالة التشوش التي حكمت سياسات كل من تركيا وإيران تجاه الانتفاضات تعكس الطبيعة المعقدة للمواقف المزدوجة، فقد استقبلت إيران الانتفاضات في تونس ومصر واليمن باحتفال وترحيب باعتبارها مؤشرا على يقظة إسلامية تستلهم "الثورة الإيرانية" ، ونتيجة نضالات الشعب الإيراني، فقد أضفت الرؤية الإيرانية على التحولات صبغة إيديولوجية تبشر بفض العلاقة مع الغرب وتؤذن بتعميم نهج "الممانعة والمقاومة" مع انهيار منظومة "الاعتدال" بقيادة مصر مبارك وتفكك علاقات التبعيةلم تكن التوقعات الإيرانية في مكانها تماما فقد أظهرت الانتفاضات الشعبية في البحرين وسوريا موقفا مغايراً ومزدوجاً، من خلال التأييد المطلق للانتفاضة البحرينية الأمر الذي أبرز البعد الطائفي، والدعم المطلق للنظام السوري، وبهذا خسرت إيران على المستوى الشعبي تعاطفا تاريخيا كداعم للمقاومة ومناهضة للغرب وعدوة لإسرائيل، وتعززت القطيعة مع دول المنطقة وخصوصا الخليجية، إلا أن سيناريوهات النجاح والفشل في البحرين قد تعقد المشهد ؛ فنجاح الانتفاضة البحرينية مكسب ونصر لا شك فيه بالنسبة لإيران، أما سقوط النظام السوري فهو خسارة يصعب تعويضها، وبالتالي فإن مستقبل العلاقة الإقليمية لإيران بالمنطقة يبشر بعزلة أشد، وعلى الرغم من وصول الإسلاميين إلى السلطة إلا أن النهج الواقعي المصلحي يشكل الأساس النظري لسياساتها الإقليمية ولكن لم تعد العلاقات الإقليمية تتم بعيدا عن الشعوب التي باتت مؤثرة في صياغة النهج الإقليمي وربما يسيطر النموذج التركي على شكل العلاقات مع إيران من منظور مصلحي واقعيأما تركيا فقد أدركت منذ البداية ضرورة مناصرة الانتفاضات الديمقراطية، كما أدركت عدم إمكانية الحفاظ على سياسة "تصفير المشاكل"، لا شك بأن تركيا التي استفادت اقتصاديا من نسج علاقات مع الأنظمة السلطوية في المنطقة وعقد اتفاقات تجارية مستثمرة لنظرية "العمق الاستراتيجي"، وربما خسرت مؤقتا في سوريا وليبيا، إلا أن تركيا تراهن على تعزيز موقعها بقيادة العدالة والتنمية مع الحركات الإسلامية العربية الصاعدة ، وتقدم لها نموذجا إرشاديا في إدارة شؤون الدولة والمجتمع وبناء علاقاتها الإقليمية والدولية، وتبدو علاقات تركيا بإيران معقدة وتسير على حبل مشدود بين التعاون والتنافس الإقليمي، ولعل تركيا أحد أكبر المستفيدين من التحولات الإقليمية ، ولهذا فمعظم الدول العربية وخصوصا الخليجية تتمتع بعلاقات جيدة مع تركيا باعتبارها تنتمي إلى النادي السني في مواجهة النفوذ الشيعي الإيرانيلقد تأثرت المصالح التركية على خلفية الانتفاضة السورية وهي معرضة لتهديد أمنها القومي، وربما إطالة أمد النزاع بين المعارضة المسلحة ونظام الأسد سيتسبب بخسائر اقتصادية وأمنية عديدة، الأمر الذي سيدفع تركيا لمواقف أكثر حزما في التعامل مع النظام السوري، إلا أن النهج الحذر والحسابات الدقيقة تحول دون اتخاذ مواقف جذرية نظرا لغياب الإجماع العربي والإقليمي والدولي في التعامل مع المسألة السورية، إلا أن انهيار النظام السوري الذي قد يخلق مزيدا من التهديدات الأمنية وعدم الاستقرار قد يجلب نفوذا مضاعفا لتركيا ومكاسب عديدةوعلى الرغم من حالة عدم اليقين حول المنطقة وطبيعة العلاقات الإقليمية عقب التحولات، إلا أنه يمكن القول بأن إيران ستكون أحد الخاسرين وسوف تحقق تركيا مكاسب لا مرية فيها
يتبع

الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

دور الفن في تعزيز اللحمة الوطنية

دور الفن في تعزيز اللحمة الوطنية

العروبة – خاص / محمد سالم سعد باحمران


 إذا نظرنا للفن أو الفنون بشكل عام، ومن مختلف زواياه ،لوجدنا أنه أحد الوسائل التعبيرية المهمة لكل مجتمعٍ ولكل شعبٍ .

كما أنه يشكل مرآة عاكسة للمستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي وغيره.

ويكمن دوره في السمو والارتقاء برسالته السامية التي تقع مسؤوليتها على عاتق رواده وأساطينه في مختلف الميادين بتعدد أشكاله وصوره، وفي مقدمتها المسرح الذي هو أبو الفنون، وكذلك المسلسلات والفن التشكيلي وفن الكاريكاتير.

ثم يأتي دور الإبداع والمبدعين في مجالات الأدب والشعر والقصة والموسيقى والقصائد الغنائية المعبرة عن مختلف القضايا والهموم من ناحية، ومن ناحية أخرى ملامسة ما يختلج في النفس من مشاعر وأحاسيس المتلقي، وغرس القيم النبيلة، والارتقاء بالذوق والشعور بالتفاؤل المفعم بالأمل، إلى آخره بشكل عام .

أما على وجه الخصوص ،فإن الكلمة الأدبية والشعرية التي تتكون منها القصيدة والقطعة الأدبية النثرية والغنائية وبخاصة ما تزخر به بلادنا من العديد من رجالات الأدب والفنون الموسيقية وما يتألق فيها من عطاء راقٍ، وما خلفوه لنا من تراثٍ عظيم عبر مختلف المراحل الذي كان ولا يزال له دوراً كبيراً في خلق التواصل والتمازج بين مختلف الشرائح المجتمعية من أقصى الوطن إلى أقصاه، خصوصاً وأن فنوننا الأدبية والموسيقية متعددة الألوان والأشكال والقوالب، سيما ونحن نعيش عصر التكنولوجيا وتقنية المعلومات.

ما أشرنا إليه آنفاً ساعد على أن يلعب الفن دوره التاريخي في تعزيز اللحمة الوطنية، وتوثيق وشائجها عبر الساحة الإبداعية والثقافية والفنية.

وعلى الرغم من تعدد واختلاف اللهجات المحلية في وطننا الواحد وتنوع مفرداتها، إلا أنها تتحد في مضامينها ومعانيها.

إن الساحة الأدبية والفنية زاخرة بالعديد من ألوان الفن الغنائي، فعلى سبيل المثال لا الحصر، اللون الصنعائي بمفردات قصائده الأدبية، واللون اللحجي، واللون اليافعي، واللون الحضرمي، واللون التهامي ، واللون التعزي ..إلى آخر هذه الألوان اليمنية الأصيلة.

سنلاحظ ذلك التأثر والتأثير بين مختلف المبدعين ، وفي مختلف المناطق والمحافظات، يتجلى في التمازج والتساوق وتذويب مختلف مفردات اللهجات المحلية المتعددة، باستثناء اللهجتين المهرية والسقطرية في صياغة قصائدها التي ظلت تتداول في نطاق محصور بين أبنائها .

غير إن المبدعين الشباب من الشعراء والفنانين عادة ما يقدمون إعمالهم الفنية باللغة العربية.

وفي هذا السياق سنجد، كذلك ، إن كثيراً من القصائد الغنائية والوطنية والعاطفية تبرز أسماء بعض المدن والمناطق والقرى وغيرها من البقاع اليمنية لما له من دورٍ كبيرٍ في التعريف بها وتأصيلها في أذهان الشباب مما يدفع بهم ويحفزهم على الإطلاع على مآثرها واستطلاع معالمها . وللتدليل على ما أسلفناه، نورد هنا بعض النماذج من القصائد المغناة.

فقصيدة ( عن ساكني صنعاء ) للشاعر القاضي عبد الرحمن بن يحيى الآنسي، التي يقول مطلعها : عن ساكني صنعاء حديثك هات وافوج النسيم وخفف المسعى وقف كي يفهم القلب الكليم هل عهدنا يرعى؟ ولا يرعى العهود إلاّ كريم وسرّنا مكتوم لديهم أم معرّض للظهور ؟ ).

شدى بهذه الرائعة التي تتغلغل في الوجدان وتشرح حال من يفارق الأحباب ويخاطب الريح القادمة من ناحيتهم أكثر من فنان يمني .. لكن فناننا الكبير محمد مرشد ناجي ( أبو علي) أعطاها طابعا ورونقا مغايرا.

وفي اللون الأدبي والغنائي ( اللحجي ) نورد قصيدة " لحج الهناء " للشاعر الأمير " أحمد فضل علي العبدلي " الملقَّب بـ" القمندان" التي صاغها في روعة تصويرية بديعة تبرز محبته للوطن ، وصدق إحساسه نقتطف منها الآتي : ( لحج الهناء تبن الرخاء لله درك من وطن بالروح نفديك وهل ؟ لك ايها الوادي ثمن! ) وفي قوله أيضاً في ذات القصيدة : ( يا لحج أنت غرة الدنيا ويعسوب اليمن ) ومن لون الغناء " الحضرمي " نأخذ مطلعاً من قصيدة الشاعر الكبير " حسين أبوبكر المحضار " الذي كثيراً ما يعتز ويحن إلى وطنه ومسقط رأسه مدينة " الشحر " التي تحمل كثيراً من الكنايات مثل " سعاد " وغيرها ، وترددت في قصائده في حين أن البعض يفسرها بأنها امرأة وهذا ليس صحيحاً.

 يقول المحضار: قابليني يا سعاد والبسي ثوب السعادة عدت لك والخير عاد عوَّد الله كل عاده).

و"سعاد" يقصد بها مدينة " الشحر " بحضرموت . ومن اللون التهامي الرائع نقتطف هذه الصورة للشاعر ( علي عبد الرحمن جحاف) بلهجته التهامية الجميلة.

حيث يقول : (وا طائر أم غرب ذي وجهت سن أم تهايم قلبي ضناه أم عذاب أحيان في أم زيدية وأحيان منها أشايم شيب وعاده شباب سقم أشا اتسائلك واخو أم طيور أم حوايم عسى ترد الجواب) إلى آخر القصيدة التي برع في غنائها الفنان الكبير " أيوب طارش العبسي " وهناك روائع للشاعر اليافعي الكبير " يحيى عمر " وكان من ابرز الشعاء في عصره نقتطف من مطلع قصيدة مشهورة له شدى بها الفنان الكبير " محمد مرشد ناجي " يقول (يحيى عمر قال يا طرفي لمه تسهر إن شفت شي في طريقك أعجبك شله إن كان عادك صغيَّر ما تعرف البندر إذا دخلت المدينة قول بسم الله ).


وفي ختام هذا المطاف، وهذه الإطلالة المتواضعة، نتمنى على وسائل الإعلام الوطنية والمحلية بصورة عامة، ومراكزنا الثقافية على وجه الخصوص، الاهتمام بإبراز ذلك الموروث الغنائي، ورواده ومبدعيه، وتوثيقه لما له من أهمية في تعزيز اللحمة الوطنية، وصونه من السطو أو الضياع.

الأحد، 6 أكتوبر 2013

ما الذي يحدث في دول الربيع العربي ؟؟؟

ما الذي يحدث في دول الربيع العربي ؟؟؟

العروبة – خاص:-

عندما انطلقت ثورات الربيع العربي بدءاً بتونس وإنتهاءاً بمصر وسوريا مروراً بليبيا واليمن وحتى الحركات التي حدثت في بعض أقطار الوطن العربي الأخرى التي ما لبثت أن انحصرت وخمدت جذوتها – كان المواطن العربي والمراقب المحايد داخل الوطن العربي يأمل أن توصل الشعوب المتطلعة لتغيير أنظمة الحكم السابقة إلى أنظمة ديمقراطية تؤمن بأوسع مشاركة شعبية وعلى أن تكون هذه الأنظمة أكثر نضجاً وأوسع فهماً لطبيعة مشكلات هذه الشعوب وتعي متطلبات المرحلة ذات البعد الاقتصادي الذي كان في مقدمة الهتافات التي خرجت بها الشعوب وكانت اليافطة الكبرى التي نادوا من خلالها إلى محاربة الفقر والبطالة والعمل على وضع تصور سريع ليكون من أولويات أنظمتها المرتقبة باعتبارها كما كان يقول بعض الاقتصاديين ممن خرج مع الجماهير أن الأنظمة السابقة أفسدت اقتصاد تلك الدول بسبب فسادها العام الذي أوصلت به اقتصادياتها إلى ما وصلت إليه فأصبحت أرقام البطالة في تزايد مستمر، وكنتيجة طبيعية لذلك ارتفعت حالة الفقر إلى أعلاء درجاتها رغم إمكانية اتخاذ معالجات تحد من كل ذلك في أوقات مبكرة.

أما المطلب الثاني واليافطة الكبرى الأخرى التي وقف تحتها الجماهير هي الديمقراطية والمشاركة الشعبية الواسعة في الحكم وعدم القبول بحكم جماعة أو فئة من الشعب لتستأثر بالسلطة والثروة وتحرم الغالبية العظمى من ذلك .

بالإضافة إلى المطالب الأخرى في الحرية والعزة والكرامة، ولكننا سنحاول استقراء ما تحقق من المطالب وبالأخص المطلبين الأول والثاني وهما أكبر عناوين لثورات دول الربيع العربي.

إن المتتبع لأحداث ما يقرب من ثلاثة أعوام سيجد إن الوقائع في كل قطر من أقطار الربيع العربي رسمت صورة مغايرة لواقع القطر الآخر وإن التقت في بعض الأحداث أو تشابهت بعض نتائجها إلا أنها عبّرت عن صور مختلفة من حيث أنها أفرزت وقائع ومعطيات جديدة ربما لم تكن في اعتبارات أغلب الجماهير التي خرجت بمطالب محددة في كل قطر على حدة هذه الإفرازات والمعطيات والوقائع أصبحت تضع على كل مواطن عربي ومراقب مهتم بشئون هذه الأمة أسئلة ذات دلالات أو احتمالات مختلفة قد تسوقه إلى استنتاجات سلبية في بعض الأحيان وإيجابية في أحيان أُخر وحتى نقترب من فهم ما حدث ويحدث في كل قطر سنحاول قراءة وقائع وأحداث كل قطر على حده للوصول معاً لتحديد مدى التغيير مسترشدين ببعض التساؤلات التي فرضتها طبيعة المرحلة والصور المختلفة التي طفت على السطح وأولها:- من هو القائد الملهم للجماهير في الوطن العربي الكبير أو في كل قطر على حدة؟ ومن هي قيادة كل ثورة؟ وهل تلك القيادة موحدة أم هناك فئات وفرق وأحزاب مختلفة؟ هل الأنظمة الجديدة التي وصلت للحكم هي قائدة الثورة؟ وهل تمثل كل الجماهير التي خرجت منذ اللحظة الأولى؟ وهل تمثل تطلعاتها وتعمل على تحقيقها؟

وهل كل فئة أو حزب أو جماعة من هؤلاء منفردة أو مجتمعة تمتلك المشروع الحضاري الذي تنشده جماهير كل قطر؟ وأين تلتقي مع بعضها أو أين تفترق بقية المشاريع والرؤى الأخرى في القطر الواحد؟ أو مع مشاريع ورؤى قيادات أقطار الوطن العربي الأخرى لتحقيق مشروع الأمة العربية الكبير؟

وماذا عن مشروع تحرير فلسطين في أجندات ثورات الربيع العربي؟ وهل انتصرت إرادة الشعوب في دول ثورات الربيع العربي؟

هل صحيح كما قيل أننا في حالة صحوة عربية؟ أم أننا لا زلنا في غفلتنا عن عناصر ومقومات النجاح؟ هل نستطيع أن نقول أن الشعوب في أقطار الوطن العربي تقاربت رؤاها لتشكيل قدرة عربية موحدة في معركة المصير العربي المشترك؟ أم ازدادت الفجوة فيما بينها؟ هل القيادات الجديدة لأقطار الوطن العربي أصبحت في انسجام أكثر مما كانت عليه سابقاً؟ أم ازدادت عوامل الفرقة فيما بينها؟ ثم إلى أين نحن سائرون؟ وماذا عن مستقبل هذه الأمة؟

هل استطاع أعداء الأمة التسلل إلى صفوف ثوار دول الربيع العربي؟ واستطاعت تنفيذ أجندتها؟ أم إن إرادة الجماهير وحدها هي من يحكم تصرفاتها وان ما تحقق يُرضي طموحاتها؟ وهل هي من يحدد ويسير مجريات الأحداث؟ أم أنه قد سرقت أحلام الجماهير العربية المنتفضة ؟

أو أن أنانية بعض الجماعات والأحزاب في بعض هذه الأقطار تغلبت على حلم المشاركة الشعبية وديمقراطية الإدارة أو أنها طبيعة المرحلة وإفرازاتها؟ وهل لا زلنا في الحلقة التي ندور فيها منذ فجر التحرر العربي الذي يقوم على منطق الغلبة والإستقواء للفئات والجماعات؟

وهل نحن في طريقنا لتقسيم جديد للوطن العربي بعد تقسيمات وإفرازات الحرب العالمية الأولى والثانية والإستجابة لمصالح الدول الاستعمارية الكبرى؟ وأين تقع قضية العرب المركزية فلسطين من اهتمامات ثورات الربيع العربي؟ وكيف استغل المواطن العربي ثورة المعلومات الكبير؟ وما هي الفائدة التي حققتها الشعوب من التقدم العلمي والتكنولوجي الكبير في ضوء ثورة المعلومات.

سنحاول في المقال القادم استقراء كل قطر على حدة كما نتمنى من القراء المشاركة بأرائهم بالتعليق على هذا المقال.

للمزيد تواصل معنا على موقعنا   العروبة نت



اخبار محلية

اخبار دولية

الرياضة

فكر وثقافة

آراء واتجاهات

مقالات

شعر وشعراء

اخبار اقتصادية

وثائقيات

جميع الحقوق محفوظة ©2013